اخر تحديث
السبت-20/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ لعلّي منهم .. لعلّي لستُ منهم .. أراني لستُ منهم .. !
لعلّي منهم .. لعلّي لستُ منهم .. أراني لستُ منهم .. !
07.07.2020
عبدالله عيسى السلامة
يقرأ المؤمن ، في كتاب الله ، فيرى صفات الصالحين ، وجزاءهم يوم القيامة ، فيقول : لعلّي منهم .. أو.. لعلّي أكون منهم !
كما يقرأ ، صفات الكفرة والمشركين والمجرمين ، فيقول : لعلّي لستُ منهم .. أو: أرجو ألاّ أكون منهم !
ويقرأ، في مكارم الأخلاق ، ومن أهمّها بذل المال ، في مساعدة المحتاجين، مثل الآية الكريمة: ( ومَن يُوقَ شُحَّ نفسِه فأولئك هم المفلحون) ، فيقول : أحسبني من هؤلاء .. أو : أرجو أن أكون منهم ! ويقرأ الآية الكريمة :( ويؤثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ، فيقول : لا أراني من هؤلاء ، وأرجو أن أكون منهم !
ويقرأ المرء ، في كتب الأدب ، فيرى صفات الآخرين ، منعكسة فيها ، فيتمنّى أن يكون من الناس الأسوياء ، الكرام الصالحين ، المقبولين اجتماعياً .. وينفر من صفات الآخرين ، المعاكسة للصفات الأولى ، قائلاً في نفسه : أحسبني لست من هؤلاء.. أو: أتمنّى ألاّ أكون من هؤلاء !
فما نحسب عاقلاً ، يقرأ بيت المتنبّي :
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَه وإنْ أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تمرّدا
ثمّ يتمنّى أن يكون لئيماً !
كما لانحسب ، عاقلاً ، يقرأ كتاب البخلاء ، للجاحظ ، فيتمنّى ، أن تنطبق عليه صفاتُهم !
ومن يقرأ ، أو يشاهد ، مسرحيات شيكسبير، ويرى مصائر البؤساء ، أو المجرمين ، فيها ، نحسبه سيتمنّى ألاّ تكون صفاته ، كصفات مَكبِث ، مثلاً ، وألاّ يكون مصيرُه كمصيره !
وهكذا يؤدّي الأدب وظيفته ، في صقل نفوس الناس ، وتنمية عقولهم ؛ فيتأثرون به، في سائر مجالات الحياة : السياسية والاجتماعية ، وغيرها !
وتسليطُ الأضواء ، على عتاة المجرمين ، في سورية ، وغيرها ، نحسبه يُنتج أثراً إيجابياً ، في نفوس الناس الأسوياء ، الغافلين والمغّفلين ، الذين تمارِس عليهم ، وسائلُ إعلام الحكومات المستبدّة ، أخبث أنواع التزييف العقلي !
فالكتابة ، عن الأحوال والمواقف ، قد تنبّه غافلاً ، أو تَحفز متردّداً ، أو تصوّب معلومة ..! وفي كلّ حال ، فيها إعذار للنفس ، أمام الله والناس !
ولكثرة الكتابات ، قد يضطرّ المرء ، إلى انتقاء مايقرأ ، ويترك الكثير.. وهذا أمر طبيعي ، وسلوك سائغ ، يسلكه الناس ، عامّة !
أمّا العقلاء ، المدركون لحقائق الأمور، فقد تُشكّل لديهم الصور، التي يَعرضها الأدب الراقي ، والإعلام الصادق ، حوافز إضافية ، للفعل المجدي ، في مقارعة الزيف والبهتان !
وقد قال أحدهم ، عن الشعر:
وإنّ أصدقَ بيتٍ ، أنتَ قائلهُ بيتٌ يُقالُ - إذا أنشدتَه- صَدَقا